أعلن فريق بحثي من جامعة "بافالو" الأميركية عن طريقة نظرية يمكن استخدامها
لإيجاد الثقوب الدودية في الفضاء، عن طريق تتبع النجوم
التي تتخذ مدارات حول الثقب الأسود العملاق الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة.
وبحسب الدراسة الجديدة التي صدرت في دورية "فيزيكس ليترز دي" يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول،
فإن النجوم التي تدور حول الثقب الأسود المسمى "القوس أ" الموجود في مركز مجرتنا،
يمكن أن تتأثر بجاذبية النجوم الموجودة في الطرف الآخر من الثقب الدودي فيختل مدارها.
ويضيف باحثو الدراسة أنه يمكن قياس هذا الاختلال إذا قمنا -خلال فترة زمنية طويلة- بدراسة دقيقة جدا
لمدار النجم "إس 2" الذي يدور حول الثقب الأسود العملاق في مركز مجرتنا،
فإذا مر بثقب دودي فسنلاحظ ذلك.
الباحثون يتوقعون أن الثقوب الدودية توجد في محيط الثقب الأسود الكبير في مركز مجرتنا (تليسكوب هابل) |
ثقوب في نسيج الكونالثقوب الدودية هي من الافتراضات النظرية لنسبية ألبرت أينشتين، ولفهم الفكرة الخاصة بها تخيل أن هناك نملة لا يمكنها أن ترى للأعلى أو للأسفل، فقط يمكن أن ترى حولها، ووظيفة هذه النملة هي السير من السطر الأخير إلى العنوان بالأعلى على صفحة إحدى الجرائد، ثم تتوجه للسطر الأخير مرة أخرى، وتتم كل رحلة خلال تلك الدورة في عشر دقائق.
الآن ستقوم أنت بلف تلك الصفحة بحيث تصبح على شكل أسطوانة، هنا سيصبح السطر الأخير قريبا من العنوان بالأعلى. وبالنسبة للنملة فإن قفزة واحدة للأمام بعد وصولها للسطر الأخير ستنقلها فورا إلى العنوان، حينما يحدث ذلك فإن النملة ستظن أن ما حدث هو معجزة،
لأنها لا تتمكن من إدراك أنك قمت بلف ورقة الجريدة.
الكون كذلك كسطح ورقة الجريدة بالنسبة لنا نحن البشر،
إلا أننا لا نتمكن من إدراكه بهذا الشكل لأنه ينحني في أبعاد أعلى،
بينما تتكون خلايانا -وبالتالي إدراكنا- في إطار البعد الثالث فقط.
بالتالي يمكن أن تكون هناك نقاط في هذا الكون مرتبطة ببعضها بعضا بطريقة لا يمكن أن ندركها،
هذه الارتباطات هي الثقوب الدودية.
حيث نحتاج -على سبيل المثال- أن نسافر لمدة آلاف الأعوام كي نصل
إلى نجم الشعرى اليمانية الذي يقع على مسافة حوالي ثماني سنوات ضوئية،
لكن عبر ثقب دودي فإن تلك الرحلة لن تأخذ سوى لحظة واحدة،
ندخل في الثقب الدودي من هنا فنخرج من هناك.
رحلة غير ممكنةوبحسب الدراسة الجديدة، فإن تلك الأنفاق الكونية المختصرة ستوجد غالبا في محيط مجالات جذب عالية، وهنا جاء تصور الباحثين من جامعة "بافلو" أنها توجد في محيط أكبر مجال جذب في مجرتنا، وهو الثقب الأسود الكبير الموجود في مركزها.
ولطالما أثارت تلك الطرق الكونية المختصرة انتباه كتاب الخيال العلمي، لكنهم -لأغراض الإثارة- أخطؤوا في توصيفها.
وعلى سبيل المثال، لا يمكن لنا أن نجري داخل الثقوب الدودية كما تجري السيارات في الأنفاق، ولكن إن حدث وتواجد ثقب دودي فإنك ستدخله لتخرج فورا من الجهة الأخرى.
أضف إلى ذلك أنه حتى لو وجدت الثقوب فإنها ستنهار فورا،
ولإبقائها مفتوحة يجب أن نستخدم مادة ذات طاقة سالبة،
وهي حالة نظرية فقط لا نعرف إن كان من الممكن أن تتواجد في هذا الكون أم لا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق