السنة السابعة أساسي
المقدمة :
تطلّ اليونان (أو بلاد الإغريق) على البحر الأبيض المتوسّط وهي أراض جبليّة على شكل شبه جزيرة ، من أشهر مدنها أثينا وأسبارطا. وقد عرفت أثينا خلال العصر الكلاسيكي أول صيغة لنظام الحكم الديمقراطي في تاريخ البشريّة.
I - الديمقراطيّة الأثينيّة ومراحل بناءها :
1- مراحل بناء الديمقراطيّة الأثينيّة :
أ - إصلاحات صولون و بداية الحكم الديمقراطي :
لمّا ثارت الطبقة العامّة على النبلاء واشتدّ الصراع بينهما، اتفق الطرفان على انتخاب الشاعر والزعيم الأثيني صولون حكما وأركونا سنة 594 ق.م، وكلّف بإيجاد حلاّ للأزمة السياسية من خلال صياغة أول دستور لأثينا تحدّد بموجبه الركائز الأولى للحكم الديمقراطي، وقد قام صولون بالعديد من الإصلاحات من بينها : إرجاع الحرية لكلّ من افتقدها من مواطني أثينا الذين تراكمت ديونهم، وإقرار حقّ العودة إلى أثينا لفائدة كلّ المواطنين الذين أبعدوا و أجبروا على مغادرتها، كما مكّن الطبقة العامة من المشاركة في الحكم الديمقراطي لأثينا تطبيقا لما نصّ عليه دستورها.
ب - إصلاحات كليستيناس تدعم الديمقراطية :
بعد انتخابه حكما وأركونا سنة 508 ق.م، رفع كليستيناس في مشاركة الطبقة العامّة في الحكم، فقسّم البلاد إلى 30 منطقة ترابية، وقسّم المواطنين إلى 10 قبائل عوضا عن 4 ليضمن اختلاطهم وكثرتهم العدديّة لمشاركة فعالة في الحياة السياسيّة، وأحدث مجلس المدينة (البولي) وحدّد عدد أعضائه بـ 500 نائب بحساب 50 عضو لكلّ فبيلة.
ج - إصلاحات بريكلاس وتعزز مكاسب الديمقراطية وحقوق المواطن :
اثر انتخاب بريكلاس حاكما وقائدا عسكريا ما بين 443 ق.م و429 ق.م، أشرك كافة المواطنين في الحياة السياسيّة دون اعتبار ثرواتهم، وأحدث لهم منحا يوميّة تشجيعيّة، وفتح الحضائر العموميّة ليوّفر مواطن شغل للعاطلين لتحسين أحوالهم الماديّة.
2- المؤسسات السياسيّة الأثينيّة :
تتكوّن المؤسّسات السياسية الأثينيّة من مجلس الشعب ومجلس المدينة والمحكمة الشعبيّة والحكام (الأرامنة)، فمجلس الشعب مجلس الشعب :
يتكوّن من 40000 عضو، سلطته تشريعيّة، فهو يختار أعضاء مجلس المدينة وأعضاء المحكمة الشعبيّة عن طريق القرعة، ويقوم بانتخاب الحكام، كما يناقش مشاريع القوانين ويصادق عليها، ويتّخذ قرارات الحرب والسلم.
مجلس المدينة :
يتكوّن من 500 عضو يقع انتخابهم عن طريق القرعة، سلطته تشريعيّة وتنفيذيّة وأحيانا قضائيّة، وهو يعدّ مشاريع القوانين، ويقوم بمراقبة الحكام، ويصدر الأحكام في بعض القضايا الخطيرة.
المحكمة الشعبيّة :
تتكوّن من 6000 قاض يقع اختيارهم عن طريق القرعة، سلطتها قضائية، وهي تنظر في أغلب القضايا، وتصدر الأحكام.
الحكام (الأراكنة) :
وهم قادة الجيوش الـ10 الذين يقع اختيارهم عن طريق الانتخاب، سلطتهم تنفيذيّة، فهم يديرون شؤون المدينة (تطبيق القوانين) ويقودون الجيوش.
II - مظاهر الإبداع الفكري والفني الإغريقي في العصر الكلاسيكي وخصائصه :
1- المجال الفكري :
لقد ازدهر الإنتاج الفكري الإغريقي وتنوّع في العصر الكلاسيكي، ففي مجال الشعر والمسرح والتي كانت عروضه تقدم في المسارح. (مسرح أثينا) أثناء المهرجانات الوطنيّة والاحتفالات الدينيّة، برز أيسخيلوس (525-456ق.م)، وسوفوكليس (496-406ق.م)، ويوريبببيداس (480-406 ق.م) كأشهر أعلام الشعر والمسرح التراجيدي. كما برز أرسطوفانيس (448-388ق.م) في الشعر والمسرح الهزلي (الكوميدي).
أمّا في الفلسفة فقد برز سقراط (470-399ق.م)، وأفلاطون (428-348ق.م)، وأرسطو(384-322ق.م)
وفي التاريخ فقد برز هيرودوتس (480-425ق.م) الذي كان يعتبر أب التاريخ، وتيوسيديداس الأثيني (460- 400ق.م).
2- المجال الفنّي :
عرف الفنّ الإغريقي ازدهارا وتنوّعا وإبداعا في العصر الكلاسيكي، ففي فنّ العمارة شيّدت المعابد فكانت مبان جميلة وأنيقة متناسقة الأعمدة والتيجان بها لوحات فنّيّة جميلة ورائعة كمعبد البرثينيون ومعابد الأكروبوليس. وفي فنّ النحت نحتت الأعمدة والتيجان ونحتت تماثيل للإنسان فجسمت شكله الجميل وحيويّته وحركته المستمرّة، مثل تمثال أبولون وتمثال بوسيدون وتمثال أرتميس. كما أبدع الإغريق في صناعة الخزف وفنّ الرسم عليه، فقد صنعوا الأواني الفخاريّة والخزفيّة من النوع الرفيع، وأتقنوا الرسم على الخزف مع تركيز على اللونين الأحمر والأسود، كما كانت مواضيع الرسم متنوّعة، فهي تضم مشاهدا للعبادة، أنشطة يومية، حروب، احتفالات، تعليم، أنشطة رياضية، وغيرها...
الخاتمة :
عرفت بلاد الإغريق خلال العصر الكلاسيكي أرقى درجات التطوّر السياسي (الحكم الديمقراطي)، وشهدت إبداعا فكريّا وفنيّا أصبح مصدر إلهام ومرجعا للعديد من المبدعين في عصر النهضة الأوروبية فيما بعد.
تطلّ اليونان (أو بلاد الإغريق) على البحر الأبيض المتوسّط وهي أراض جبليّة على شكل شبه جزيرة ، من أشهر مدنها أثينا وأسبارطا. وقد عرفت أثينا خلال العصر الكلاسيكي أول صيغة لنظام الحكم الديمقراطي في تاريخ البشريّة.
I - الديمقراطيّة الأثينيّة ومراحل بناءها :
1- مراحل بناء الديمقراطيّة الأثينيّة :
أ - إصلاحات صولون و بداية الحكم الديمقراطي :
لمّا ثارت الطبقة العامّة على النبلاء واشتدّ الصراع بينهما، اتفق الطرفان على انتخاب الشاعر والزعيم الأثيني صولون حكما وأركونا سنة 594 ق.م، وكلّف بإيجاد حلاّ للأزمة السياسية من خلال صياغة أول دستور لأثينا تحدّد بموجبه الركائز الأولى للحكم الديمقراطي، وقد قام صولون بالعديد من الإصلاحات من بينها : إرجاع الحرية لكلّ من افتقدها من مواطني أثينا الذين تراكمت ديونهم، وإقرار حقّ العودة إلى أثينا لفائدة كلّ المواطنين الذين أبعدوا و أجبروا على مغادرتها، كما مكّن الطبقة العامة من المشاركة في الحكم الديمقراطي لأثينا تطبيقا لما نصّ عليه دستورها.
ب - إصلاحات كليستيناس تدعم الديمقراطية :
بعد انتخابه حكما وأركونا سنة 508 ق.م، رفع كليستيناس في مشاركة الطبقة العامّة في الحكم، فقسّم البلاد إلى 30 منطقة ترابية، وقسّم المواطنين إلى 10 قبائل عوضا عن 4 ليضمن اختلاطهم وكثرتهم العدديّة لمشاركة فعالة في الحياة السياسيّة، وأحدث مجلس المدينة (البولي) وحدّد عدد أعضائه بـ 500 نائب بحساب 50 عضو لكلّ فبيلة.
ج - إصلاحات بريكلاس وتعزز مكاسب الديمقراطية وحقوق المواطن :
اثر انتخاب بريكلاس حاكما وقائدا عسكريا ما بين 443 ق.م و429 ق.م، أشرك كافة المواطنين في الحياة السياسيّة دون اعتبار ثرواتهم، وأحدث لهم منحا يوميّة تشجيعيّة، وفتح الحضائر العموميّة ليوّفر مواطن شغل للعاطلين لتحسين أحوالهم الماديّة.
2- المؤسسات السياسيّة الأثينيّة :
تتكوّن المؤسّسات السياسية الأثينيّة من مجلس الشعب ومجلس المدينة والمحكمة الشعبيّة والحكام (الأرامنة)، فمجلس الشعب مجلس الشعب :
يتكوّن من 40000 عضو، سلطته تشريعيّة، فهو يختار أعضاء مجلس المدينة وأعضاء المحكمة الشعبيّة عن طريق القرعة، ويقوم بانتخاب الحكام، كما يناقش مشاريع القوانين ويصادق عليها، ويتّخذ قرارات الحرب والسلم.
مجلس المدينة :
يتكوّن من 500 عضو يقع انتخابهم عن طريق القرعة، سلطته تشريعيّة وتنفيذيّة وأحيانا قضائيّة، وهو يعدّ مشاريع القوانين، ويقوم بمراقبة الحكام، ويصدر الأحكام في بعض القضايا الخطيرة.
المحكمة الشعبيّة :
تتكوّن من 6000 قاض يقع اختيارهم عن طريق القرعة، سلطتها قضائية، وهي تنظر في أغلب القضايا، وتصدر الأحكام.
الحكام (الأراكنة) :
وهم قادة الجيوش الـ10 الذين يقع اختيارهم عن طريق الانتخاب، سلطتهم تنفيذيّة، فهم يديرون شؤون المدينة (تطبيق القوانين) ويقودون الجيوش.
II - مظاهر الإبداع الفكري والفني الإغريقي في العصر الكلاسيكي وخصائصه :
1- المجال الفكري :
لقد ازدهر الإنتاج الفكري الإغريقي وتنوّع في العصر الكلاسيكي، ففي مجال الشعر والمسرح والتي كانت عروضه تقدم في المسارح. (مسرح أثينا) أثناء المهرجانات الوطنيّة والاحتفالات الدينيّة، برز أيسخيلوس (525-456ق.م)، وسوفوكليس (496-406ق.م)، ويوريبببيداس (480-406 ق.م) كأشهر أعلام الشعر والمسرح التراجيدي. كما برز أرسطوفانيس (448-388ق.م) في الشعر والمسرح الهزلي (الكوميدي).
أمّا في الفلسفة فقد برز سقراط (470-399ق.م)، وأفلاطون (428-348ق.م)، وأرسطو(384-322ق.م)
وفي التاريخ فقد برز هيرودوتس (480-425ق.م) الذي كان يعتبر أب التاريخ، وتيوسيديداس الأثيني (460- 400ق.م).
2- المجال الفنّي :
عرف الفنّ الإغريقي ازدهارا وتنوّعا وإبداعا في العصر الكلاسيكي، ففي فنّ العمارة شيّدت المعابد فكانت مبان جميلة وأنيقة متناسقة الأعمدة والتيجان بها لوحات فنّيّة جميلة ورائعة كمعبد البرثينيون ومعابد الأكروبوليس. وفي فنّ النحت نحتت الأعمدة والتيجان ونحتت تماثيل للإنسان فجسمت شكله الجميل وحيويّته وحركته المستمرّة، مثل تمثال أبولون وتمثال بوسيدون وتمثال أرتميس. كما أبدع الإغريق في صناعة الخزف وفنّ الرسم عليه، فقد صنعوا الأواني الفخاريّة والخزفيّة من النوع الرفيع، وأتقنوا الرسم على الخزف مع تركيز على اللونين الأحمر والأسود، كما كانت مواضيع الرسم متنوّعة، فهي تضم مشاهدا للعبادة، أنشطة يومية، حروب، احتفالات، تعليم، أنشطة رياضية، وغيرها...
الخاتمة :
عرفت بلاد الإغريق خلال العصر الكلاسيكي أرقى درجات التطوّر السياسي (الحكم الديمقراطي)، وشهدت إبداعا فكريّا وفنيّا أصبح مصدر إلهام ومرجعا للعديد من المبدعين في عصر النهضة الأوروبية فيما بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق