- الدرس 2: إفريقية في العهد الحفصي - السنة الثامنة أساسي

 المقدمة:

لم يتمكن الموحدون من الحفـاظ على وحـدة دولتهم طويلا فقد تجزأت وظهرت 4 إمارات ( الخريطة ) منها الإمارة الحفصية بإفـريقيـة. فمـــا هي ظروف نشاة هــذه الدولــة والأطــوار السيـــاسية التي مــرت بها ؟ ومـاهي مظاهر ازدهارها الحضاري في المجالين الفكري والمعماري؟

I- التطور السياسي:

1. ظروف نشأة الدولة الحفصية :

- منذ 603 هـ / 1207 م عين الخليفة الناصر عبد الواحد بن أبي حفص واليا على إفريقية بعد استعادتها من بني غانية وبني هلال .

- استغل أبو زكرياء بن عبد الواحد فرصة اضطراب الأوضاع في مراكش في عهد المأمون ( تنكر لمبادئ ابن تومرت ) لإعلان استقلاله عن المغرب الأقصى سنة 634 هـ / 1236 م .

2. أهم الأطوار التاريخية :

أ- مرحلة التركيز والقوة:

- في عهد أبي زكرياء ( 625 / 647 هـ ) تم اخضاع كامل إفريقية وضمت إليها كل المناطق بين بجاية وبسكرة وطرابلس.

- أما ابنه المستنصر (647/ 675هـ) فقد حافظ على قوة الدولة برا وبحرا وتلقب بالخليفة فأعلنت بقية الإمارات الولاء له.

ب- مرحلة الضعف الأولى:

- دامت حوالي قرن .

- انطلقت اثر وفاة المستنصر نتيجة الصراع على الحكم وتسببت في انقسام الدولة إلى إمارتين ( تونس – بجاية) وشجعت على التدخل الخارجي الاسباني ( احتلال جربة سنة 1284م) والمريني في منتصف القرن 8 هـ ( 748 و 758 هـ).

ج- مرحلة الانتعاش وإعادة البناء:

- دامت أكثر من قرن وحكم خلالها 4 أمراء أبرزهم :

د- مرحلة الانحلال والسقوط:

- دامت أقل من قرن .

- تميزت بالصراع على الحكم بين الحفصيين وظهور حركة الشابية بالقيروان مما شجع الإسبان والعثمانيين على التنافس على إفريقية لمدة 40 سنة ( 1534/ 1574 م )

- انتهت هذه المرحلة بسقوط الدولة الحفصية وضم إفريقية للدولة العثمانية سنة 1574 م/ 982 هـ.

II- الازدهار الحضاري:

1. في المجال الفكري:

أ- عوامل الازدهار:

- عناية الأمراء الحفصيين بتوفير الظروف الملائمة لازدهار النشاط الفكري ( بناء المدارس كالمدرسة الشماعية والمدرسة التوفيقية وتحبيس العقارات عليها وتجهيزها بالكتب - انشاء المكتبات مثل مكتبة القصر بالقصبة - جلب المدرسين – تقديم منح لطلبة العلم ...)

- أهمية دور المهاجرين الأندلسيين في تنشيط الحياة الفكرية مثل عائلة ابن خلدون.

ب- مظاهره:

- بروز عدة مفكرين في مختلف المجالات:

- إلا أن أبرز علماء العهد الحفصي يبقى العلامة عبد الرحمان بن خلدون ( 732هـ- 808هـ /1332م- 1406م ) فقد كان مبدعا في علم التاريخ وخاصة في مقدمة كتابه "العبر" كما أسس علما جديدا سماه علم الاجتماع والعمران البشري.

 تغلب العلوم النقلية على العلوم العقلية ( تصنيف ابن خلدون ) نظرا للفراغ العلمي الذي تسبب فيه قدوم قبائل بني هلال إلى المنطقة. .

2. في المجال العمراني :

- حرص الحفصيون على إعادة تعمير البلاد وقد خضع فن العمارة في عهدهم إلى عدة تأثيرات:

- استخدموا مواد متنوعة كالحجارة والمرمر الأبيض والأسود والجليز والقرميد والجص فكثرت الزخارف على الجص والنقوش على المرمرخاصة في تيجان الأعمدة مثل تيجان أعمدة ميضاة السلطان.

الخاتمة :

على امتداد أكثر من 3 قرون حاول الحفصيون خاصة خلال فترات قوتهم تطوير الاقتصاد وتعمير البلاد. فهل تمكنوا من اخراج البلاد من التدهور الذي تسببت فيه قبائل بني هلال على جميع المستويات ؟