المقدمة:
شهدت الحضارة العربية الإسلامية أوج ازدهارها الحضاري خلال القرنين الثالث والرابع هجري أي خلال العهد العباسي. فما هي مظاهر الازدهار في المجالات الاقتصادية والفكرية والفنية؟ وما هي العوامل التي ساعدت على هذا الازدهار؟
(وث 2 ص 101 )
- كانت الفلاحة أهم نشاط اقتصادي فقد ازداد اتساع المجال الزراعي خاصة في المناطق الشمالية للدولة وحول الأنهار الهامة وتنوعت المنتوجات الفلاحية أشجار مثمرة وخضر وحبوب وزهور إلى جانب تربية الماشية كما ازداد حجم الانتاج.
- (وث 1 ص100 و 2 و3 ص 101) يرجع هذا الازدهار الفلاحي إلى شساعة مجال الدولة العربية الإسلامية في هذه الفترة ( فترة قوة الدولة العباسية) وعناية الأمراء بتنمية القطاع الفلاحي خاصة في المناطق التي تتوفر فيها مياه الأنهار كالعراق ومصر.
( وث 6 ص 101)
- ازدهرت عدة صناعات في المدن الهامة في بلاد فارس والعراق ومصر وإفريقية وغيرها مثل صناعة الحديد والحلي والنسيج والزرابي والخزف والرخام والصابون والعطوروالورق...
- ( وث 4 و5 ص 101) وقد ساعد توفر المواد الأولية واليد العاملة من العبيد خاصة وخبرة سكان هذه المناطق وخاصة المدن العريقة في الصناعات المتنوعة مع اقبال العائلات الثرية على اقتناء منتوجاتها.
(وث 8 و9 ص 102)
- ازدهرت المبادلات الداخلية والخارجية من حيث كمياتها كما كانت متنوعة في المواد المتبادلة الفلاحية أو الحرفية وكانت بغداد أهم مركز تجاري.
- (وث 7 ص 102) لم يتحقق هذا الازدهارإلا بتأمين المسالك التجارية الداخلية واهتمام القوافل بالتجارة الصحراوية مع افريقيا أوالتجارة مع آسيا كما ساهمت المسالك البحرية في ربط الدولة العباسية بجنوب شرقي آسيا وبجنوب أوروبا.
مع اتساع رقعة الدولة احتاج المسلمون إلى التفقه في دينهم فاهتموا بتفسير القرآن وتدوين سيرة الرسول (ص ) والتحقيق في سنته وظهرت المذاهب الفقهية ( وث 14 ص104) كما كان لاطلاع المسلمين على الفلسفات القديمة وخاصة الإغريقية أن تأثروا بها فظهر علم الكلام ونشأت تيارات فلسفية كالقدرية والجبرية والمعتزلة ...
تشبع العلماء المسلمون بتراث الحضارات القديمة إثر تعريب العديد من المؤلفات القيمة بتشجيع من الخلفاء العباسيين(أبو جعفر المنصور والرشيد والمأمون) ولم يكتفوا بالاطلاع عليها بل قيموها وناقشوها وألفوا مجلدات تدعمها أو تدحضها فكانت معارفهم موسوعية وبرزالعديد منهم في الطب (الرازي وابن سينا وابن النفيس…) والرياضيات (الخوارزمي - وث 20 ص 106 ) والفيزياء (ابن الهيثم) و الكيمياء (جابر بن حيان) والفلك (البيروني)...
(وث 15 ص104)
كان لتنوع الشعوب المكونة للمجتمع في العهد العباسي أثر مباشر على العناية باللغة العربية ووضع قواعدها مع الدؤلي والفراهيدي وسيبويه وأبدعوا في استعمالها نثرا( الجاحظ والمعري والهمذاني) وشعرا (أبو نواس والمتنبي ..) كما ظهرت العديد من الكتابات الفلسفية المتأثرة بالفلسفة الإغريقية وخاصة أرسطو (وث 17 ص 105) (الكندي والفارابي...) والمؤلفات التاريخية (وث 16 ص 105) للطبري وابن الأثير والمسعودي وقد تميزت بصبغتها التأريخية. أما في الجغرافيا فاشتهر ابن خرداذبة بكتابه "المسالك والممالك".(وث 18 ص 105)
اهتم العباسيون بتوسيع المدن القديمة كالكوفة والبصرة وبناء أخرى جديدة كبغداد (أبو جعفرالمنصور ) وسمرّاء (المعتصم) كما اهتموا بالجوامع والرباطات والأسواروقد تأثر هذا الفن بالحضارات القديمة كالحضارة البابلية بالنسبة لملوية سمراء وجامع أحمد بن طولون بالقاهرة (وث24 ص 108) أو الحضارات المحلية مثل التأثير البيزنطي في رباط المنستير(بناه هرثمة بن أعين سنة 796 م)
( وث 26 و27 ص 109 و وث 28 ص 110 )
كما اهتم المسلمون في العهد العباسي بالزخرفة والنقش على عدة مواد كانت متوفرة محليا أو جلبها التجار من مناطق أخرى كالحجارة والجص والخشب والفخار والخزف لتجميل الجدران والقباب وتيجان الأعمدة والأبواب والأواني فكانت الجوامع والمساجد تزخرف بأشكال هندسية أو بالخطوط (الكوفي أو الديواني ) أو رسوم لنباتات ( أوراق نخيل أوعنب ) وأزهارملونة كما استخدموا الفسيفساء في إفريقية.
مثلما استفادت الحضارة العربية الإسلامية من تراث الشعوب السابقة لتحقيق نهضتها فإن شعوب أخرى وخاصة الأوروبية اعتمدت التراث العربي لتحقيق نهضتها فمتى تحقق ذلك ؟ وما هي العوامل التي ساعدت عليه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق